ـ 📹 المحاضرة الرمضانية السادسة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 06-رمضان-1443هـ 06-04-2022م
في سياق الحديث عن اليقين بالآخرة، وعن أهميته الكبيرة كعاملٍ ودافعٍ أساسيٍ... Show More >>
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية السادسة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 06-رمضان-1443هـ 06-04-2022م
في سياق الحديث عن اليقين بالآخرة، وعن أهميته الكبيرة كعاملٍ ودافعٍ أساسيٍ لالتزام التقوى، تحدثنا عن ذلك في حديث الأمس، وفي المحاضرة ما قبل ذلك، ونواصل الحديث في هذا السياق؛ لأهميته الكبيرة.
من أهم ما يتحدث به القرآن الكريم عن المتقين، ضمن اهتماماتهم الأساسية، ومواصفاتهم الهامة التي يتحدث عنها، هو: سعيهم المستمر وبجديةٍ كبيرة للنجاة من عذاب الله تعالى، واستشعارهم للمسؤولية تجاه تصرفاتهم، وأعمالهم، وأقوالهم، وأفعالهم، ومواقفهم، وربطها بذلك: في أنها أعمالٌ ومواقف يترتب عليها الجزاء؛ فلذلك يتعاملون على أساسٍ من المسؤولية، ضمن اهتمامهم ذلك يبرز العناية بهذا الأمر في دعائهم، فيتصدر أدعيتهم الدعاء بالنجاة من النار، النجاة من عذاب الله؛ لأنهم يؤمنون بوعيد الله \"سبحانه وتعالى\"، فيبرز في دعائهم، وفي تضرعهم، يطلبون من الله \"سبحانه وتعالى\" النجاة من عذاب الله، ويأتي في القرآن الكريم الحديث عن ذلك جامعاً بين الصيغة الخبرية والتعليمية، فهو يخبرنا كمواصفةٍ من مواصفاتهم من جهة، ويعلمنا أن نهتم بذلك عندما نسعى لأن نكون من عباد الله المتقين.
فلذلك نجد من ضمن الأدعية التي يصف الله \"سبحانه وتعالى\" عباده المتقين المؤمنين؛ باعتباره من أهم أدعيتهم قولهم: {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}[الفرقان: 65-66]، فإلى جانب اهتمامهم بالتوبة، والتخلص من المعاصي والذنوب، والتدارك لكل جوانب التقصير والتفريط لديهم، وبشكلٍ مستمر، يعني: اهتمام عملي، اهتمام بالاستغفار والرجوع إلى الله، عندهم أيضاً اهتمام بالدعاء، يطلبون من الله النجاة من عذاب الله، النجاة من نار جهنم، {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}، عذاب شديد ورهيب، وملازم للإنسان، عذابٌ ليس فيه ذرةٌ من الراحة، عذابٌ يستمر ولا يتوقف، وتستمر معاناة الإنسان فيه دون أي لحظةٍ واحدة، أو ثانيةٍ واحدةٍ من الراحة.
من ضمن الأدعية الواردة في القرآن الكريم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: من الآية201]، فيأتي من ضمن ذلك قوله: {وَقِنَا}، {وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، هكذا يعلِّمنا الله ويصف عباده المؤمنين المتقين، وهذا يعبِّر عن اهتمامهم، عن وعيهم، عن استشعارهم لخطورة المسألة، عن إدراكهم لأهميتها؛ ولذلك تتصدر أدعيتهم.
من ضمن ذلك قوله \"سبحانه وتعالى\": {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا}[آل عمران: من الآية16]، وهذا في مواصفات المتقين، {فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، فنطلب من الله \"سبحانه وتعالى\" أن يقينا عذاب النار، كما هو حال عباد الله المتقين، وهكذا يأتي الدعاء بشكلٍ مباشر بالنجاة من عذاب النار، بالنجاة من عذاب الله \"سبحانه وتعالى\".
ويأتي أيضاً من ضمن اهتمامهم في ذلك ما يظهر طلبهم المغفرة بشكلٍ كبير، ومن ضمن أهم مطالبهم، وفي مقدمة مطالبهم: يطلبون المغفرة، المغفرة، ويسعون للتخلص من الذنوب، والمبادرة بالتوبة، وتلافي التقصير، والاهتمام بأسباب المغفرة، التي يرشد الله إليها في القرآن الكريم، ويعد عليها بالمغفرة، فالوعد عليها بالمغفرة هو من أهم ما يمثل جاذبيةً لتلك الأعمال، ويلفت النظر إلى مدى أهميتها، فيأتي مما وصفهم الله به في القرآن الكريم قوله تعالى: {التَّائِبُونَ}[التوبة: من الآية112]، {التَّائِبُونَ}، يصبح صفة مستمرة؛ لأنهم يلازمون التوبة، يلازمون الرجوع إلى الله \"سبحانه وتعالى\"؛ استشعاراً للتقصير، وتلافياً للتفريط، وتداركاً من المعاصي والذنوب، وبحالةٍ مستمرة.
ويأتي أيضاً قوله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}[آل عمران: من الآية17]، كصفة مستمرة، فهم يستمرون في الاستغفار، وطلب المغفرة، بل ويتخيرون لذلك أحسن الأوقات المعروفة بالاستجابة والقربة، أو من أحسنها، بالاستجابة والقربة إلى الله \"سبحانه وتعالى\".
ومهما كان عملهم، مهما كان عطاؤهم، مهما كانت تضحياتهم، فهم لا يصابون بالغرور، ولا يصلون إلى درجةٍ يفقدون فيها استشعارهم للتقصير، ويفقدون فيها شعورهم بحاجتهم إلى طلب المغفرة، هذه حالة بعيدة عن الإيمان، وحالة بعيدة عن التقوى، ولذلك يقول الله \"سبحانه وتعالى\" عن الربيين في القرآن الكريم، وهم من هم على درجةٍ عالية من الإيمان، والتضحية، والجهاد في سبيل الله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[آل عمران: الآية147]، في ذروة التضحية، في أشد المعاناة، وهم يتحركون في سبيل الله، يقاتلون في سبيل الله، يعملون في سبيل الله، فعندما يخفقون إخفاقات معينة، أو يعانون من المزيد من المعاناة والشدائد، أو يقدمون التضحيات الأكبر، فهم يرجعون إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، ويلجئون إليه مستشعرين للتقصير، فيطلبون من الله المغفرة، من واقع استشعارهم في أعماق نفوسهم، في أعماق قلوبهم للتقصير أمام الله \"سبحانه وتعالى\".
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC Show Less >>
Having difficulty playing this video? Click here and let us know.
ShiaTV does not endorse any User Submission or any opinion, recommendation, or advice expressed therein, and ShiaTV expressly disclaims any and all liability in connection with User Submissions.
Comments
Add Comment